من تشييعها أول من أمس في الناصرة
تبدو كأنها واحدة من تلك الشخصيات الخارجة من الأساطير الإغريقة القديمة. مسار حياتها، لا بدّ من أنه قادها لأن تكون، تجسيداً لهذه التراجيديا التي امتازت بها تلك الشخصيات. تراجيديا في حدّها الأقصى، والتي لا تتوقف عن طرح العديد من الأسئلة حول الوجود والوطن وهذا الجزء الإنساني الذي يقبع في داخل كلّ واحد منّا. شخصيات الأساطير الإغريقية، وإن كانت ذات صبغة إلهية، إلا أنها أيضاً، تقع في هذه الصبغة الإنسانية، البشرية، التي لا تتوقف عن الانبجاس في لحظات كثيرة، خلال مسارنا الأرضي، وخلال صراعنا اليومي، بحثاً عن حق في وجود، لا يزال يهرب من أمامنا، ولا يتيح لنا بعد أي فرصة بالإمساك به.
هكذا تبدو تجربة ريم بنّا التي غيبها الموت، صباح السبت المنصرم، لتفقد فلسطين – التي تفقد الكثير من الأشياء مؤخراً – وجهاً بارزاً من وجوه ثقافتها الجديدة، التي خطتها في السنين الماضية.